مع تطور ألعاب الفيديو مثل “God of War” و “The Last of Us“، واجتهاد المصممين في جعل أجوائها أقرب إلى الواقع، صار اللاعبون يحظون بتجربة غامرة تجعلهم يعيشون أجواء القتال والحرب وكأنهم يخوضونها بأنفسهم. وإذا كانت هذه الأجواء المثيرة حكرًا على ألعاب الفيديو في السابق، فإن هذه الروح والتصاميم ألهمت مخرج الفيلم الكوري “كارتر” لنقل التجربة إلى المجال السينمائي. فقد استطاع المخرج “جونغ بيول غيل” محاكاة شكل وأسلوب ألعاب الفيديو لإنتاج فيلم أكشن يحبس الأنفاس ويجعل المشاهدين يشعرون بأنهم يعيشون الأحداث بشكل أقرب إلى الحقيقة.
(جونغ بيول غيل): مخرج يبدع لقطات الأكشن ويسطر مشاهد قتال خرافية
تدور أحداث هذا الفيلم حول عميل نصف عارٍ يعاني من الأرق “جو وون“. يحارب هذا العميل الفتاك جيشًا لا نهاية له من الأشخاص الذين يحاولون قتله أو إقناعه بأنه يعمل لديهم. فيدخل في قتال عنيف مع الجنود الكوريين الشماليين، والعملاء الكوريين الجنوبيين، وعملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. والهدف من كل هذه المعارك الضارية هو منع فيروس قاتل من اجتياح العالم، وتحويل الجميع إلى كائنات زومبي أصلع هائج.
منذ الدقيقة الأولى للفيلم، تبدأ الأكشن ومشاهد القتال العنيفة. يستيقظ العميل “كارتر” ( الممثل وون) في سرير ملطخ بالدماء دون أن يتذكر هويته أو سبب وجوده هناك.
لديه غرز جديدة في مؤخرة جمجمته وصوت في رأسه يطلب منه التغلب على المسلحين الستة الواقفين فوقه، والقفز من النافذة وإنقاذ الابنة الصغيرة لعالم بارز (جونغ جاي يونغ). وإذا لم يتمكن من العثور على الفتاة (كيم بو مين) واصطحابها إلى منشأة في كوريا الشمالية على الفور فسيضيع كل شيء. وهذا سيجعل زوجته وابنته في مأزق خطير.
وقد سبق ل “جونغ” إخراج فيلم أكشن مثير سنة 2017 يحلم اسم “الشريرة“. وهو فيلم إثارة من بطولة أنثوية يعرض بعضًا من أكثر تسلسلات الحركة ابتكارًا في ذاكرة السينما الحديثة. ومن شدة براعة إخراج مشاهد القتال، خصوصًا مشهد القتلة الحاملين للكاتانا الذين يقودون دراجات نارية عالية السرعة، تم اقتباس هذه اللقطات بشكل متطابق تقريبًا في الفيلم الأمريكي الناجح “John Wick 3“.
“كارتر”: فيلم يجمع بين قوة البطل وتسارع الأحداث
ومن خلال فيلم “كارتر“، أبدع المخرج (جونغ) دوامة مُرهِقة من المشاهد العنيفة التي تجمع بين الاشتباكات بالأيدي، مع القتال بالأسلحة النارية، ومطاردات السيارات، وتحطم الطائرات. وتم تصويرها كلها بطائرات بدون طيار تبدو عالقة في دوامة لا تنتهي من شدة تسارع الأحداث وتوالي لقطات القتال.
وهكذا، تبدو مشاهد القتال واقعية ومثيرة ومنهكة، حتى عندما يزيد من قوتها أداء (وون) الجسدي الذي فاق الجنون. و”كارتر” هو بطل الرواية الذي لا يخضع لسطوة القوانين الطبيعية والحدود الجسدية. كما يتم تغذية دوافعه الدرامية عبر إدراج عدد مهم من المقاتلين الثانويين الذي يسقطون تباعًا جراء لكماته، تمامًا مثل المشاهد في ألعاب الفيديو.
قد يشعر المشاهدون، وهم يشاهدون في منازلهم براحة تامة، بأن الأحداث أنهكتهم وجعلتهم أكثر ضعفًا من البطل (وون) الذي لا يمكن إيقافه. فحركات كاميرا المخرج (جونغ) وسرعة الأحداث تجعلهم يشعرون بالغثيان والقلق وتشد انتباههم إلى آخر ثانية من هذا الفيلم المثير.
يمكن مشاهدة هذا الفيلم المثير على منصة نيتفليكس. كما لاينصح مشاهدته مع العائلة لإحتوائه على مشاهد فاضحة +18
اعلان فيلم كارتر Carter

كاتب ومحرر
ماهو انتجات نتفلكس نقول ايه لكن هو يعتبر فيلم سينمائي أكيد في مشاهد ليس بدراما تلفزيونية لكن هذا لايقلل من حبكة الفيلم من نوع أكشن على العموم شكرا على تعليقك?♀️ راح أضيف لا ينصح مشاهدة مع العائلة لاحتوائه على مشاهدة فاضحة