أنقذني Save Me

“أنقذني Save Me” دراما رعب نفسي أعمى أبصار شخصياتها الضباب!

انتهيت من مشاهدة دراما “أنقذني Save Me” قبل سنتين تقريباً، أي في خضم انتشار فيروس كورونا من باب التسلية، ولكن أي تسلية؟ فقد أدركت بعد مشاهدة مشاهدها الأولى أن هناك ما هو أرعب من الفيروس!

لم أقصد هنا ذلك الرعب المعتاد كما في الأفلام الأمريكية، أشباح وعفاريت وما شابه، ولكنها تُعد -في رأيي- من أقوى الدرامات الراقصة على نبضات قلوبنا، أقسم أن قلبي كاد يتوقف في بعض المشاهد، فهذه الدراما الكورية قادرة على جعلك تتصوّر نفسك محل شخصياتها، وصدقونني، إنها آخر دراما يتمنى المرء أن يحل محل شخصياتها!

تعرض هذه الدراما قصة عائلة -كانت سعيدة – تسللت بينهم طائفة دينية تدعوهم إلى سلك طريق يباركه الإله، قانعة إياهم أنهم يعيشون في ضلال، وأن لإفلاسهم سبب وجيه، وهو أنهم عن ربهم بعيدون! حجّة فارغة يهذي بها كثير ممن يظنون أنفسهم حراس الأديان بأشكالها واختلافاتها، أولئك الذين يظنون أنفسهم يعرفون ما يريده الإله، وأنهم يحملون مفاتيح الجنة في جيوبهم، بينما العالم بأسره ينتظره جحيم ملتهب!

هذا ما دفع عائلة “سانغ مي” إلى العيش في كنف تلك الطائفة التي تغذت على ترويعهم وترهيبهم، حتى وجدت “سانغ مي” نفسها مُحاصرة في سجن على هيئة دار عبادة، ضاقت قضبانه كما ضاق صدرها.

رغم هوس الأب بالخير الذي يحمله إليه الرب إن انضم لتلك الطائفة ذات التصرفات المخبولة، وانهيار الأم إثر ما عانت من ضغط، صمدت “سانغ مي” تُحارب وحدها، ومن خلفها أصدقاءها التي صرخت ترجوهم أن ينقذوها وأبداً لم يخيبوا آمالها!

كافحت “سانغ مي” وأصدقاءها علّهم يجدون سبيلاً للخروج، ليس من المكان وحده، بل من الفكرة ككل، فأحياناً قد تكون الأفكار سجناً في حد ذاتها، فإن نجت “سانغ مي” من زنزانتها ومن أصابع القس -المزيف- القذرة التي تتعطش للمسها في كل فرصة، كيف سينجو والدها من مستنقع أفكاره؟ وكيف ستُخلع الغشاوة من على أعين كل من أيّدهم وصدقهم؟

لن أستطيع إجابتكم على هذه الأسئلة، ولكني أرشح لكم أن تشاهدوا هذه الدراما رغم قسوتها وواقعيتها، لعلّها تحمل بين طيّاتها رسالة تتوقون لسماعها، وأخيراً، لا تسمحوا لأحد بغسل عقولكم باسم الدين، فلا ينبع الإيمان إلا من القلب!

وأخيراً، الدراما من بطولة “سو يي جي” وأوك تيكيون ووو دوهوان وجو سونغ ها.

إن كنتم شاهدتم الدراما، أخبرونا برأيكم عنها في التعليقات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *