رشحنا في مقال مسبق بعض الدراما التي ناقشت الجمال في المسلسلات الكورية، ولكننا اليوم سنناقش مسألة هامة بخصوصه، ألا وهي معايير الجمال التي وضعها المجتمع الآسيوي عامة والكوري خاصة، والذي بدوره اقتُبست منه معظم الدرامات التي ذكرناها مسبقاً.
ففي الدراما، وسرعان ما نرى البطلة التي توصف بالقبيحة تتعرض للتنمر في مشهد شهير جداً، نتوقع منها أن تدافع عن حقها ونفسها مُعترضة على ما تُطلقه ألسنتهم من لهيب، ولكن يخيب أملنا في النهاية، حيث تقف البطلة في منتصف الدائرة باكية بينما يقذفونها بالبيض لمجرد أن وجهها لا يروق لهم!
ومن طلب منهم أن يروق لهم؟ ولمَ تلك الفتاة ومثيلاتها يصمتن؟ لمَ يعترفن بقبحهن ويعتبرن وجوههن عاراً؟
في دراما “كانت جميلة“، أحب البطل البطلة ذات البثور والشعر الأشعث قبل ما يُسمى بـ “التحول”، حيث تصبح جميلة الجميلات في يوم وليلة، إلا أنه اعترف لها بمشاعره بعدما أصبحت “جميلة” بحكم المجتمع، أي بشعر مصفف ووجه خال من البثور، وهنا أعيب على الكاتب، فقد كنت أتمنى أن أراه يعترف له بهيئتها التي عهدناها طوال الدراما.
وفي دراما “جميلة كانجنام”، اضطرت البطلة إلى الخضوع لجراحة تجميلية كونها تكره وجهها، أيُعقل أن يكره المرء شكله لهذا الحد؟
أتمنى أن تأتينا دراما تُعلن فيها بطلتها حُبها لوجهها وهيئتها من الدقائق الأولى وليس في المشهد الأخير من الحلقة الأخيرة!
أنا لا أعارض الدرامتين، بل أقدر الرسائل الخفية والمباشرة التي حُفرت بين طياتهما، فلولاهم، ما كُنا استطعنا إدراك هذه المعاناة التي تعيشها فتيات كثيرات نعرفهن ولا نعرفهن.
يكمن سلاح محاربة التنمر في احترامكن لوجوهكن والدفاع عنها، إن أخرستن الألسنة، ستنقذن قلوبكن وتضعن حداً للتنمر الأسود.
لست بحاجة لوسيم يرى جمالك الداخلي ويحميكِ من المتنمرين، المعركة معركتك، بوسعك إخراس ألسنتهن، وبوسعك أن تكوني أضحوكتهن، الخيار خيارك!
تصالحن مع أنفسكن لتبصرن جمالكن الداخلي والخارجي، وحينها، ستطحن بمعايير الجمال الوهمية التي وضعتها المجتمعات المريضة.
لا تنسي ذلك أبداً، أنتِ جميلة ولو تغافل الجميع عن جمالك!

بيلا، كاتبة ومُترجمة نهاراً، أخصائية نفسيّة ليلاً!